مدونة ديكستر العبقري

جويلية 29, 2008

ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون

سورة القصص من السور الجميلة في القرآن الكريم والتي تحكي لنا من قصص الأنبياء ما فيه من العظات والعبر الكثيرة التي تثبت قلوب المؤمنين، ففيها يذكر الله تعالى تأييده لسيدنا موسى بالنصر على فرعون، ولأن الله تعالى لا يُعجزه من شئ في الأرض ولا في السماء، فتحدى فرعون بآيات تُري كل ظالم أن قدرة الله لا حدود لها، فقد كان فرعون يترك الصبية عاما ويقتل الصبية في العام الذي يليه، وأبت قدرة الله إلا أن يولد سيدنا موسى في العام الذي يقتل فرعون فيه الصبية، وأن يُنجيه الله بقدرته، بل ويأتي الأمر لأمه بما يظهر قدرة الله عز وجل، فأوحى الله لأم موسى “وأوحينا إلي أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا  تحزني  إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين”، ثم يظهر الله قدرته بأن يُربى موسى في بيت فرعون نفسه “فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين” فإن قدرة الله عجيبة ولا حدود له، والله تعالى يقول في سورة الأنعام “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ  * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ * أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ  * وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”

وفي قصة الغلام والراهب ما تقشعر له الأبدان وأترككم مع القصة:

اخرج الإمام مسلم في ‘صحيحه’ (3500) عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

( كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَامًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلَامًا يُعَلِّمُهُ فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلَامَهُ فَأَعْجَبَهُ فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ فَقَالَ إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ فَقُلْ حَبَسَنِي أَهْلِي وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ حَبَسَنِي السَّاحِرُ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتْ النَّاسَ فَقَالَ الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمْ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ.

فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى فَإِنْ ابْتُلِيتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي فَقَالَ إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ فَآمَنَ بِاللَّهِ فَشَفَاهُ اللَّهُ فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ قَالَ رَبِّي قَالَ وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي قَالَ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلَامِ فَجِيءَ بِالْغُلَامِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ فَقَالَ إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ.

فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ فَقِيلَ لَهُ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ فَقِيلَ لَهُ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلَامِ فَقِيلَ لَهُ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاطْرَحُوهُ فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ فَقَالَ اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ فَرَجَفَ بِهِمْ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ اللَّهُ فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ وَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاقْذِفُوهُ فَذَهَبُوا بِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ فَانْكَفَأَتْ بِهِمْ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا.

وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ اللَّهُ فَقَالَ لِلْمَلِكِ إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ثُمَّ ضَعْ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قُلْ بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ثُمَّ ارْمِنِي فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبْدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ فَقَالَ النَّاسُ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ فَأُتِيَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ قَدْ آمَنَ النَّاسُ فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ بأَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ وَقَالَ مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَقحْمُوهُ فِيهَا أَوْ قِيلَ لَهُ اقْتَحِمْ فَفَعَلُوا حَتَّى جَاءَتْ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا فَقَالَ لَهَا الْغُلَامُ يَا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ )

وصدق الله العظيم إذ يقول: “واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون، إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون”

أفريل 5, 2008

إضراب يوم الأحد 6 إبريل 2008

Filed under: منوعات,اللاعنف — dextar3000 @ 12:45 م
Tags: , ,

احترت وفكرت كثير أشارك في الإضراب ولا لأ، المشكلة إن الإضراب أنا بعتبره مجرد تجربة لأنه للأسف تنظيمه فاشل جدا ولا يوجد قيادة موحدة تقوده، والناس مختلفين في السبب الذي سيدفعهم للإضراب، وكيف سيكون الإضراب؟ فهل سيجلسون في بيوتهم لا يذهبون لأعمالهم وكفى، أم يخرجون للميادين، أم يكفون عن الشراء في ذلك اليوم؟

الشيء الجدير بالذكر أنه لا أحد يعلم ما هي الأهداف التي يهدفون لتحقيقها من وراء هذا الإضراب، فهل تكليف سيادة الرئيس الحكومة بزيادة العلاوة الاجتماعية أكثر من 15% هو الهدف، أم منع تصدير بعض السلع الأساسية وإعفائها من الجمارك، أم انخفاض الأسعار، أم تأميم شركات حديد التسليح؟

المشكلة أن في نظرية اللاعنف لابد أن يكون لدى متبعيها هدفا يسعون لتحقيقة، ومعرفة بمدى ما سيحققونه من مكاسب ليعرفوا متى يتوقفوا ، ومتى يكون عليهم الاستمرار، فغاندي قد فعل ذلك من قبل واتُّهم من قبل أنصاره بالخيانة، ولكنه كان ذكيا يعرف ماذا حققه، وهل استمراره في ذلك الوقت سيحقق له مكاسب أخرى أم لا.

لا أعرف لماذا ينسى الناس سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) والله تعالى يقول: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”، لقد مكث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يُسِرُّ بالدعوة، حتى أسلم حمزة وعمر رضي الله عنهما وقويت شوكة المسلمين، وعمر حين أسلم أراد أن يتعرض للإيذاء في سبيل الله كما يتعرض باقي المسلمين لأن المشركين كانوا يخافون منه فلا يؤذونه، وأسوق لكم الحديث: قال ابن إسحاق:” حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن عمر قال: لما أسلم أبي عمر قال: أي قريش أنقل للحديث؟ فقيل له: جميل بن معمر الجمحي، قال: فغدا عليه، قال عبد الله بن عمر: فغدوت أتبع أثره وأنظر ما يفعل، وأنا غلام أعقل كل ما رأيت حتى جاءه فقال له: أعلمت يا جميل أني قد أسلمت ودخلت في دين محمد؟ فوالله ما راجعه حتى قام يجر رداءه، واتبعه عمر واتبعت أبي، حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش ألا إن عمر بن الخطاب قد صبأ. قال: ويقول عمر من خلفه: كذب ولكني قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وثاروا إليه، فما برح يقاتلهم ويقاتلونه، حتى قامت الشمس على رؤوسهم، قال: وطَلحَ – تعب – فقعد وقاموا على رأسه وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم فأحلف بالله أن لو قد كنا ثلاثمائة لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا.
فكانت غزوة بدر لما بلغ المسلمون الثلائمائة، هكذا هي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلم متى يجهر بالدعوة، وعلم عمر بفطرته السليمة متى يمكن للمسلمين أن يكونوا قوة توازي قوة المشركين ليكُفُّوا عن أنفسهم تعذيب المشركين لهم.

هذا الإضراب محكوم عليه بالفشل، ولكن يكفي مكسب قيام الرئيس بنفسه بالتأكيد على موضوع العلاوة في لقائه مع الصحفيين وتوضيحه لموقف الحكومة، وهذا معناه أن رسالة الشعب قد وصلت للحكومة، بغض النظر إن كنت مع سيادته في أن الزيادة قد تؤدي لاستدانة الحكومة فيما بعد، فالحكومة لو قامت بتأميم بعض الصناعات مثل صناعة حديد التسليح فلن تستدين دولارا واحدا.

وبالرغم من خوفي الشديد من ألا تنتهي هذه السنة حتى يكون معظم المصريين قد طبقوا نظام الأكل بالدور إلا أني أدعو الجميع إلى إلغاء الإضراب. فقد تحقق ما يمكن تحقيقه الآن ولن تستطيعوا بالإضراب تحقيق أي مكاسب إضافية، وليس غرض الإضراب في حركات اللاعنف تحدي الحكومة، ولكن هدفه المطالبة بالحقوق، فرجاء حافظوا على شعرة معاوية وأنهوا إضراب يوم الأحد.

أنشئ موقعاً أو مدونة مجانية على ووردبريس.كوم.