مدونة ديكستر العبقري

ماي 11, 2008

عندما اختارت أمريكا أن يكون سقوطها لصالح الاتحاد الأوروبي

لقد جاء انهيار الاتحاد السوفييتي بعد حوالي عامين من خروجه من المستنقع الأفغانستاني إيذانا بأن كل قوة عظمى يتم استنزافها عسكريا في إحدى الجبهات دون تحقيق نصر محقق فإن تفككها يكون إما بخسارتها لتلك الحرب أو بانسحاب مهين نتيجة انقسام الداخل والضغوط الاقتصادية سواء من الخارج أو من الداخل.

لقد أردكت أمريكا بشكل أو بآخر أنها أوشكت على السقوط كقوة عظمى عن عرش العالم، ولكنها اختارت أن يكون سقوطها هذا لصالح الاتحاد الأوروبي الذي تشترك معه في كثير من المصالح السياسية وأهمها حلف الناتو خاصة مع تراجع سعر الدولار في مقابل اليورو المرتفع بشدة أمام خصمه.

للأسف .. عندما سقطت أمريكا وقبل أن تسقط راهنت على الجواد الخاطئ في السباق، فمع انحسار الدور الفرنسي كإحدى القوى المهمة في العالم نتيجة سياستها الجديدة وتحالفها الشديد مع أمريكا، وكذلك الوضع مع ألمانيا ورفض الأخيرة نقل جنودها إلى أخطر أجزاء أفغانستان لمساعدة الجنود البريطانيين العالقين هناك فلا هم قادرون على الصمود ولا هم بمستطيعين الانسحاب، ومع الانعزال الإجباري لبريطانيا الذي فرضه عليها الوضع الراهن ومحاولة لملمة شتاتها السياسي الداخلي وحصر الخسائر والمكاسب من جراء مساندة الولايات المتحدة الأمريكية في حروبها الاستعمارية الجديدة أو الصليبية كما قال القديس بوش.

إن في العالم قوة جديدة ولدت منذ فترة ليست بالطويلة ولكنها الآن قد بلغت واكتمل نموها لتصير قادرة على تولي زمام الأمور في العالم، فمع صعود نجم الصين وروسيا اللتان تحققان نموا اقتصاديا ملموسا وثابتا في معدل نموه نحو الأفضل فقد أصبحتا الآن قادرتين على حكم العالم معا من خلال منظمة شنغهاي بديلا عن حلف الناتو والأمم المتحدة وأيضا الاتحاد الأوروبي.

لقد راهنت أمريكا الرهان الخاطئ حين اعتقدت أن تحالفها مع الاتحاد الأوروبي قادر على مواجهة هذا التحالف الذي يضم أكبر قوى نووية في العالم بعد الولايات المتحدة، خاصة مع حث الولايات المتحدة لجورجيا بتصعيد الوضع لتبرير وجود منصة صواريخ أمريكية تحمي تلك الدولة “الموالية لأمريكا” من “الدب” الروسي الذي استيقظ مؤخرا من بياته الشتوي وأكد دعمه لأبخازيا التي هددت بدورها جورجيا من أي محاولات للتصعيد بقولها “أحذر السلطات الجورجية من أننا لا نحتاج أكثر من بضع أيام لدخول كوتايسي ردًا على العدوان الجورجي“.

إن حلف منظمة شنغهاي بتعاونه الأمني لا يعوقه إلا وجود دولتين تحضران كمراقبين حاليا في الحلف وهما الهند وإيران ولا شك أنها سيشكلان تعارضا كبيرا لمصالح الحلف إذا تم ضمهما كعضوين فيه ذلك أن الهند موالية للولايات المتحدة الأمريكية كما أنه لا يخفى على أحد تعاونها النووي والعسكري الواضح مع إسرائيل الحليف الرئيس لأمريكا في الشرق الأوسط، وأما إيران فهي دولة غير متوازنة سياسيا ويظهر هذا في التصريحات المختلة لقادتها، كما أن قوة جهاز مخابراتها لا يوزاي حتى قوة جهاز مخابرات حزب الله وهو منظمة محدودة الموارد.

إذا أراد شنغهاي ضم الهند لساحته فعليه أن يضمن أولا ولائها له، وإذا أراد ضم إيران له فعليه أن يضمن أولا أن يتم عرض كل تصريح وخطاب على الحلف قبل أن ينطق به زعماؤها.

أما إذا أراد حلف شنغهاي أن يضمن دعم الشعوب الإسلامية له (لا أقصد الحكومات لأنه لا يخفى على أحد دعم هذه الحكومات لأمريكا وحليفها الأساسي في المنطقة) فعليه أن يضمن حقوق الأقليات المسلمة الموجودة داخل نطاق نفوذه سواء في الشيشان أو كوسوفا أو البوسنة والهرسك أو حتى الفلبين سواء كدول مستقلة أو ذات حكم ذاتي، المهم ألا تحدث إبادات عرقية كالتي حدثت لمسلمي كوسوفا، فالتقارير الرسمية تذكر أن أكثر من 100 ألف شاب و7 آلاف طفل قتلوا على يد صرب يوغوسلافيا في تطهيرها العرقي لمسلمي كوسوفا، وتلك هي أرقام الجثث التي تم العثور عليها، ناهيك عن أعداد تلك الجثث التي لم يعثر عليها أحد.

نحن نعلم أن على روسيا حماية أمنها القومي، ولكن كان بإمكانها على الأقل الضغط على يوغوسفيا لإنهاء التطهير العرقي الذي تقوم به وبذلك لم يكن الناتو ليتدخل، ولكن روسيا للأسف وقفت موقف المتفرج من تلك القضية وهو الأمر الذي يمثل نقطة سوداء في العلاقة بين روسيا والشعوب المسلمة.

نهاية أدعو كل من قرأ التدوينة أن يساهم معنا في الاعتراف الدولي بدولة كوسوفا

الموقف المصري الرسمي من كوسوفا (مستشف من نشرة رسمية أصدرتها رئاسة مجلس الوزراء في فبراير 2008):

  1. أن الموقف المصر من إعلان استقلال الإقليم لازال قيد الدراسة.
  2. التنبيه على جميع المؤسسات بالتريث في التوقيع على أي اتفاقات جديدة مع حكومة كوسوفا لحين تحديد الموقف المصري من مسألة استقلال الإقليم.

اكتب تعليقُا »

لا توجد تعليقات حتى الآن.

RSS feed for comments on this post. TrackBack URI

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم.